الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

"أسرار المحبين في رمضان" للداعية محمد حسين يعقوب

غلاف الكتاب

في كتاب "أسرار المحبين في رمضان" للداعية الإسلامي الشيخ محمد حسين يعقوب ، نشرته كل من مكتبة "التقوى" و " شوق الآخرة" ، يصحبنا المؤلف في رحلة مع عباد الله المؤمنين في رمضان ، وكيف ينشغلون بربهم عن هموم الدنيا وأطماعها وأهوائها في تلك الأيام النورانية من كل عام ، فيذكّر في مقدمة الكتاب بالآية الكريمة من سورة النساء : " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" .. واحتفالا بقدوم رمضان نعرض فصولا من الكتاب القيم .

ذكّر المؤلف بقول العلامة ابن القيم: " إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده ، تحمل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمه ، وفرغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارجه لطاعته ، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه ؛ حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ! ، ووكله إلى نفسه " ، وحتى يصير الرجل من النوع الأول فإن الأمر يتطلب منه جمع الهم ، فلا يكون همه إلا رضا الله وحده ، وهمة عالية ونية صحيحة ، وهجر العوائد وقطع العلائق وتخطي العوائق .

وفي شهر رمضان الذي قال عنه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : " إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا " تصفد الشياطين ، وتغلق أبواب النيران ، وتفتح أبواب الجنان ، ويأتي المدد من الله ، بأن يأمر مناديا ينادي : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، فإذا بك ترى الاستجابة السريعة في كل مكان ، المساجد امتلأت بالمصلين ، وسمعت من النوافذ والأبواب صوت الأذات والقرآن ، كثرت الصدقات ، وتنوقلت المصاحف ، وتنافس الأئمة في ختام القرآن، فإذا بك في ساعة واحدة بمجرد رؤية الهلال ترى ثورة شاملة في حياة المجتمع كله .

يستعرض الشيخ يعقوب من فضائل رمضان الكثير في هذا المؤلف ، ومنها أن " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول " قد جاءكم شهر رمضان ،شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم " .

أما عن الصوم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " فالصائم يتقرب إلى الله بترك ما تشتهيه نفسه من الطعام والشراب والنكاح ، وهذه أعظم شهوات النفس ، وفي التقرب بترك هذه الشهوات بالصيام فوائد منها : كسر النفس ، فإن الشبع والري ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة ، كما أن الصيام يخلي القلب للفكر والذكر ؛ فإن تناول هذه الشهوات قد تُقسي القلب وتعميه ، وخلو الباطن من الطعام والشراب ينور القلب ويزيل قسوته.

وبين فضائل الصوم أن الغني يعرف قدر سعة الله عليه ؛ بإقداره له على ما منعه كثيرا من الفقراء من فضول الطعام والشراب والنكاح ، فيشكر الله ، ويدعوه ذلك لرحمة اخيه المحتاج ومواساته ، كما أن الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم ، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الصوم وجاء أي وقاية ؛ لإضعاف شهوة النكاح .

ولكن التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة خارج رمضان لا يتم إلا بعد التقرب له بترك الكذب والظلم والعدوان وكافة المحرمات في رمضان وخارجه ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " رب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من القيام السهر " .

ليست هناك تعليقات: