| |
الرئيسية قصص القرآن مع عمرو خالد عمرو خالد في «قصص القرآن»: واجب علي كل مسلم أن يتدبر ويتأمل ويحيا بكتاب الله
عمرو خالد في «قصص القرآن»: واجب علي كل مسلم أن يتدبر ويتأمل ويحيا بكتاب الله |
02/09/2008 | |
الحلقة الأولي القرآن يحتوي علي قصص ومواقف مثل قصة آدم عليه السلام وبني إسرائيل وكلها تجعلنا نميز الخير عن الشر بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم. كل عام وأنتم بخير، تقبل الله منا الصيام والقيام، ويرضي عنا ويعتقنا هذا العام، ويكون رمضان خيرًا علي الأمة بأكملها. أشعر بعاطفة حب في الله شديدة جدًّا تجاهكم، حيث يجمعنا قول النبي صلي الله عليه وسلم: «إن حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم نور ووجوههم نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء»، قالوا: «صفهم لنا يا رسول الله»، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: «هم قومٌ اجتمعوا علي محبة الله وطاعة الله علي غير أنساب بينهم» . سيجمعنا سويًّا هذا العام في رمضان برنامج قصص القرآن، حيث سنتحدث كل حلقة عن قصة من قصص القرآن. والحلقة الأولي هذه للتعريف بالبرنامج وما سنفعله فيه، ولكي نأخذ نية جميعًا ونشدُّ الهمّة حيث سنبدأ بالتحدث عن ثواب رمضان. يقول سلمان الفارسي: خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في آخر ليلة من شعبان، فقال: «أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعًا، من تقرب إلي الله فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه، ومن أدي فيه فريضة كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة وهو شهر يُزاد فيه رزق المؤمن، من فَطََّر فيه صائمًا، كان مغفرة لذنوبه وعتقًا لرقبته من النار، وكان له من أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئًا»، فقالوا: «يا رسول الله ليس كلنا يجد من يُفََّطِر عليه الصائم»، فقال النبي: «يُعطي الله هذا الأجر لمن فَطََّر صائمًا ولو علي شربة ماء، أو مُسقة لبن» . فإذا أخذنا فريضة صلاة الظهر، والحسنة بعشر أمثالها، إذن هي في رمضان بسبعين، فماذا إذا صليت في جماعة؟! إذن صلاة الظهر وحدها تقريبًا في رمضان بـ4 ملايين حسنة، فماذا إذا قمت بهذا في الخمس صلوات في الثلاثين يومًا؟! مَنْ - بعد هذا الكلام- ينوي شدّ الهمة ووضع كنوز من الحسنات؟ الجزء الجميل أيضًا أنه شهر يزداد فيه رزق المؤمن، والرزق ليس مالا فقط، بل يمكن أن يكون دمعة عين من خشية الله أو الإحساس بالقرب الشديد من الله. لنر حديثًا آخر معًا، يقول النبي صلي الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان، فُتِحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وسُلسِلت الشياطين»، وحديث النبي صلي الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان جاء منادٍ: يا بادي الخير أقبل، يا بادي الشر أقصر» فمَنْ يرد علي المنادي بأنه فاتح ذراعيه بالخير الثلاثين يومًا؟ ومثل ظاهرة المد والجزر في البحر يحدث في رمضان مدٌّ في الطاعات وجزر في المعاصي، جاء في حديث النبي صلي الله عليه وسلم: «أن الله تبارك وتعالي إذا جاء رمضان فصام العبد كما يُحب ربنا ويرضي، يقول للملائكة: انظروا يا ملائكتي، ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، أُشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لعبدي» تخيل اسمك وهو يقال في السماء! وحديث النبي صلي الله عليه وسلم: «إن الجنة لتتزين من السنة إلي السنة لشهر رمضان، فإذا جاء رمضان نادت الجنة تقول: اللهم اجعل لي في هذا الشهر من عبادك سكانًا»، تُري من سيُبنَي له قصر جديد هذا العام؟ يقول النبي: «فمن صان نفسه في رمضان جعل الله له قصرا من ذهب وفضة في الجنة، لو أن الدنيا جُمِعَت ووضعت في هذا القصر، لم تكن إلا كمربط عنزٍ في الدنيا»، إنه مثل باب الريان المكتوب للصائمين فقط الدخول منه يوم القيامة، فمن سيحافظ علي نفسه؟ من سيُقلع عن السجائر؟ من سينهي علاقة حرام؟ يقول النبي صلي الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه» بحيث تخرج لصلاة العيد وصفحتك بيضاء. حديث ثان للنبي: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه»، وحديث آخر للنبي يقول فيه: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه»، فإذا ضاعت منك أيام لنسيان أو مرض، تجد في هذا الحديث فرصة أخري في العشر الأواخر. يقول النبي صلي الله عليه وسلم: «ولله عتقاء من النار في رمضان وذلك كل ليلة» ؛ وكأن هناك رقاباً ممسوكة بسلسلة فيأتي رمضان فتقطع هذه السلسلة، فهنيئًا لك أُعتقت من النار! تُري من سيُعتق في اليوم الأول؟ ومن في اليوم الثاني؟ ومن في اليوم العاشر؟ يقول النبي صلي الله عليه وسلم: س«ينظر الله إلي عباده فمن كان مخلصًا صادقًا كتبه الله من عتقائه، فأروا الله من أنفسكم خيرًا فإن الشقيّ من حُرِمَ رحمة الله في رمضان» . حديث النبي صلي الله عليه وسلم: «وللصائم عند فطره دعوة لا ترد»، ولذلك الآية: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ...» «البقرة:186»، نزلت في رمضان وفي وسط آيات الصيام، ولهذا كان الصحابة يُعِدّون في رمضان خمس أو ست دعوات يدعون بها طوال الشهر وينقضي رمضان ولا يأتي رمضان القادم إلا وقد أجاب الله لهم ما قد دعوه، فهل نويتم وعزمتم بشدة ؟ سنصوم كما يريد الله؟ سنصون أنفسنا في رمضان؟ ولكن ما سر كل هذا الثواب في رمضان؟! وما سر تشريف رمضان؟ القرآن هو الذي شَرَّف رمضان، ولذلك الآية: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ...» «البقرة:185» . وشعار برنامجنا هذا العام هو: سأحيا بالقرآن، فلنكتبه ونضعه أمامنا ونُجمله، ونحبه ونتخلق به، وننجح به ونجمع أُسرنا عليه، وننزله علي المنتديات. هناك أشياء يجب أن نفعلها لكي نشعر بالقرآن ونحيا به؛ وهي أن نترك القرآن يدخل قلوبنا، فالصحابة حين كانوا يسمعون: «يا أيها الذين آمنوا» كانوا يستمعون كأنها موجهة إليهم ويقولون: «نعم يا رب»، القرآن الذي أسماه الله تعالي هديً وشفاء ونورًا وهداية وحقًّا، ولذلك الآية: « إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا» «الإسراء:9»، وفي آية أخري: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ...» «الإسراء:82»، وفي الآية: «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا» «النساء:174»، فكان الصحابة يعرفون قارئ القرآن من النور الذي بوجهه ولسانه. القرآن مثل الروح التي تدخل علي روحك لذلك في الآية: «وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا...» «الشوري:52»، فإذا أردت تقوية روحك وأردت إرادة جديدة وقوة فوق قوتك وروحًا فوق روحك فاقرأ القرآن، خاصة إذا كنت مُقدمًا علي أمر مهم مثل الزواج. أتريد معرفة القرآن؟ اسألوا قارئي القرآن، فقد حوّل القرآن أُمة ترعي الغنم إلي أُمة ترعي الأمم! ولذلك الآية: «وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَي...» «الرعد:31» تعني أنه إذا كان القرآن يصلح لتحريك الجبال لتحركت، وإذا كان يصلح لتقطيع الأرض لقُطِعت، وإذا كان يصلح لتكليم الموتي لكانوا قد فهموا، «بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا...» «الرعد:31»، ولهذا كانت كل انتصارات الأُمة في رمضان بينما يقرأون القرآن، حِطين وبدر وفتح مكة ودخول الأندلس وحرب 6 أكتوبر. المصحف قادر علي أن يُصلح حياتك في رمضان هذا العام، تقول الآية: «لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ...» «الأنبياء:10» وذكركم هو مستقبلكم ونهضتكم وعزتكم. كان أحد الصحابة وهو أحمد بن قيس يفتح كل يوم المصحف ويقول: «لأنظر ما يقول فيَّ ربي اليوم»، فيجد الآية: «إِنَّ اللّهَ اشْتَرَي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ...» «التوبة:111»، فيقول: «لستُ من هؤلاء»، ثم يفتح اليوم الثاني فيجد الآية: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِن النَّارِ. ...» «النساء:145» فيقول: «لستُ من هؤلاء»، ثم يفتح في اليوم الثالث فيجد الآية: «وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ...» «التوبة:102»، فيقول: «أنا من هؤلاء». أرأيت كيف كانوا يتعاملون مع القرآن؟ فقد أُنزل القرآن لتحيا به وتُصلح به، ولتنجح في زواجك به ولتنجح مع أصحابك به. فكلما تكلم الله تعالي عن الكون تكلم عن القرآن بالطريقة نفسها ليخبرنا أنهما متشابهان، ولذلك الآية: «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» «الملك:1»، والآية: «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَي عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا» «الفرقان:1»، والآية: «الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ...» «الأنعام:1»، والآية: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَي عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا» «الكهف:1»، ثم يُقسم ويقول: «فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ» «الواقعة: 75-76»، ثم يقول: «إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ» «الواقعة:77»، وكأنه يقول لك أنك تري النجوم والبحر والجبال والسماء موعظة، فهل تري القرآن موعظة؟ فالقرآن يدخل علي عينيك ولسانك وروحك ليصلح ويطور ويُحسّن من حياتك. وكل يوم يزداد فيه تركيزك مع القرآن تجد نورا جديدا في الوجه، وتجد إرادة جديدة وإصلاحا جديدا، هكذا سنقرأ القرآن في رمضان هذا العام. قم بختمتين في رمضان؛ ختمة قراءة وختمة صلاة، أو ختمة قراءة وختمة تراويح، وختمة في العشر الأواخر، أو ختمة قراءة وختمة مع العائلة. كانت السيدة عائشة تقرأ القرآن في رمضان من الفجر للشروق ثم من العصر للمغرب، ثم تصلي التراويح ثم تقرأ من الليل حتي الفجر. يقول أحد الأئمة: «في رمضان، ليس عندي أي علم إلا القرآن»، ويقول الإمام أحمد بن حنبل: «كان رسول الله خُلقُه القرآن»، فيظل الإمام أحمد بن حنبل يبحث يوميًّا عن الأخلاق الموجودة في القرآن ويقول: «أريد في رمضان أن تكون أخلاقي علي أخلاق القرآن». وهنا، لمن يقول أنا ختمت 3 ختمات دون تصليح نفسه، أقول له: أصلح أخلاقك كما سمعت، وفي حديث النبي صلي الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله فيه حسنة والحسنة بعشرة أمثالها، لا أقول «الم» حرف ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف»، فبسم الله الرحمن الرحيم تسعة عشر حرفا * 10= مائة وتسعين حسنة! هذا مضروب في السبعين الخاصين برمضان، يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها. يقول النبي صلي الله عليه وسلم: «أهل القرآن هم أهل الله وخاصته»، ستكون في الجنة وتري عرش الله عز وجل وسيكون سقف قصرك، هذا لمن سيحيا ويتخلق ويصلح الأرض بالقرآن، مَنْ سيخرج الآن ورقة وقلما ويكتب: سأحيا بالقرآن وتحتها عدد الختمات وأنواعها؟ سنتفق الآن كيف سنتعامل مع القرآن، وننجح به ونُصلح به، ونُصلح علاقاتنا مع أُسرنا به؟ وكيف ندخل الجنة به؟ هذا كله سيكون عن طريق قصص القرآن التي تُعلمنا 4 أشياء: كيف تُحب وتفهم القرآن؟ كيف تُصلح حياتك وأخلاقك وتنجح في حياتك أنت وأسرتك؟ كيف تتعلق بأسماء الله الحسني كيف تنهض ويحيي بك الله الأرض؟ كثير من الناس لديهم حاجز عن فهم القرآن، ربما يكون حاجز الثقافة، ولهذا تأتي القصص؛ فالنفس البشرية مثلما تربينا كلنا علي حكاية قبل النوم، فأنت حينما تفهم القصة يمكنك أن تُكمل مع القرآن بالطريقة نفسها، تمامًا، مثل حفظ القرآن حيث نبدأ بالجزء الثلاثين الذي به قصار السور، فتستطيع بعدها أن تحفظ الأكبر. تمامًا، مثل راكب السفينة الذي يضعون له معبرا ليمر عليه، وكذلك القصص سهلة علي النفس لتمر منها إلي سفينة القرآن. لدينا ثلاثون قصة - تأخذ مساحة كبيرة من القرآن- سنظل طوال الحلقات نشرح القصص، حتي تعلم ما يريده الله من الآيات، آيات ربما تقرأها منذ عشرين عامًا ولا تفهمها! وهكذا ستعرف طريقة القرآن، بل وسنقرأ الآيات الخاصة بالقصة في نهاية الحلقة، وأيضًا سنأخذ واجبًا عمليًّا لكل عائلة؛ وهي أن تقرأوا القصة سويًّا، ولتعلموا أهمية القصص، فإنه لا يوجد جزء في القرآن إلا وبه قصة، فأول سورة البقرة قصة آدم، وآخر صفحة قصة أصحاب الفيل، بل وهناك أسماء كثيرة للسور بأسماء قصص: سورة الكهف، وسورة مريم، وسورة آل عمران وأيضًا سورة القصص عبارة عن قصص! ونحن سنساعدك أن تعيش القرآن من خلال القصة. وستصلح حياتك بالقصص.. كيف؟ فالقصص التي سنحكيها هذا العام ليست قصص الأنبياء؛ بل قصص لأناس عاديين من الذين ذكروا في القرآن مثل: أهل الكهف - وهم شباب عادي ليسوا أنبياء ولا صحابة، فحياة البشر بها ملايين القصص، فكم قصة للشخص الواحد في حياته؟ مئات! لقد اختار الله تعالي هذه القصص التي ذُكرت في القرآن، فما السر؟ لأنها مثل المرايا والصور التي تري فيها نفسك، فأبطال القصص ليسوا جميعًا طيبين فهناك قارون وقابيل وهابيل...إلخ، وهي قصص قديمة لكنها قصص الماضي المستمر، وتصلح لمن يعيشون في القدس والسودان وأوروبا كما تصلح أيضًا لغير المسلمين، فالله القادر العظيم في كتابه المعجزة يجمع ثلاثين قصة يري فيها البشر أنفسهم ليوم القيامة! وبعد الحلقة تقول: هذا أنا، أو لا أريد أن أصبح مثل هذا، أو أريد أن أصبح مثل هذا. قصص القرآن مثل القطار الذي تركبه ويمر بجانبه قطار آخر، فلا تدري أيهما يسير وأيهما يقف؟! فتبحث عن شيء آخر ثابت لتقارن به، وهكذا قصص القرآن، فحين تصبح غير قادر علي تمييز الخير من الشر والحق من الباطل في الدنيا، هنا تنظر لقصص القرآن كالنوع الثالث الثابت الذي تقارن به حالتك، فلا تتعثر بين الحق والباطل برؤيتك لهذا البُعد الثالث. مثال علي ذلك، قصة تتحدث عن نوع النفس البشرية، وكما تتمني أن تعالج جسدك ولبسك، فهناك النفس الذي مرضها أخطر من المرض الجسدي، فهل أنت نفس مطمئنة أم لوامة أم أمارة بالسوء؟ هل لديك حقد وحسد وبخل وطمع؟ قصة أخري، لأولاد خانوا بعضهم وضيعوا تركة أبيهم، وقصة ثالثة تسألك: هل لديك قيم؟ هل لديك رصيد من الأخلاق؟ قصة مؤمن «يس» «وَجَاء مِنْ أَقْصَي الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَي...» «يس:20» وعلاقتها بأن تعمل وتصلح في بلدك مهما كان حولك من يأس فلا تحبط، وقصة كعب بن مالك والتي تعلمنا ألا نحيا لأنفسنا وألا نعيش ونموت صغاراً، وقصة كيف تواجه الظلم والظالم؟ قصة غلام وقف أمام ملك ظالم وانتصر عليه دون نقطة دم واحدة، وقصة أصحاب الحوت، وقصة جد وجدة قررا أن يُنشئا عائلة متماسكة «عمران وزوجته أم مريم»، والابنة مريم والحفيد عيسي، وعائلة أخري تفرقت وحدثت لها مأساة وقُتل العريس علي يد أخيه، قصة أهل الكهف وكيف أن 10 شباب في عُمر الـ16 عامًا غيّر الله بهم نواميس الكون؟ وكيف تعبد الله وتحبه وتتعلم من مريم: «يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ» «آل عمران:43»، وقصة قدرة الله أن يحيي من مات وهي قصة عزير: «أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَي قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَي عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّيَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا» ...«البقرة:259»، القرية هي القدس! القصة تعلمك الأمل وأن القدس ستقوم مرة أخري، وقصة ذي القرنين الذي طاف الأرض بأكملها ولديه قوة عالمية فأصلح بها من شرقها إلي غربها «... مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ ...» «الكهف:84» . نريد أن تُخرج من القصة روحًا يحييك بها الله كل يوم، ونريد منها أن تُصلح وتعبد الله. لم أُقدم برنامجًا في حياتي جمع كل التاريخ لكل الأُمم إلا قصص القرآن، حتي إنه أثناء التحضير وجدت كل برامجي من «صناع الحياة» و«باسمك نحيا» و«الجنة في بيوتنا»، كلها موجودة في القصص، حتي إنه موجود كيف تتعامل مع ابنك؟ وكيف تربيه؟ وترتيب ما يجب أن تقوله له وكيف تجعله يسمعك؟ وهذا هو الأب الصديق، لُقمان. ملخص الحلقة، أننا سنساعدك علي قراءة القرآن والتعلق به، ونريد أن نختم أكثر من ختمة، ونريد العتق هذا العام، وفي حديث النبي: «ولله عتقاء من النار في رمضان وذلك كل ليلة»، ينظر الله إلي عباده فمن كان مخلصًا صادقًا أعتقه من النار، وإذا أعتقك مستحيل أن يأسرك، لماذا؟ لأن الكريم إذا أعتق مستحيل أن يأسرك، فالعربي الأصيل إذا حرَّر عبده يستحيل أن يستعبده مرة أخري، ولله المثل الأعلي، ومن عتقِه لك أن خيرَّك بعد رمضان يغلب شرك حتي وإن أخطأت، وطاعتك تغلب معصيتك. قصص القرآن ستساعدنا علي أربعة أشياء هي: كيف تُحب وتفهم القرآن؟ كيف تُصلح حياتك وأخلاقك وتنجح في حياتك أنت وأسرتك؟ كيف تتعلق بأسماء الله الحسني؟ كيف تنهض ويحيي بك الله الأمة؟ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق