هل يجوز للمسلم أن يتزوج من اليهوديات اللاتي يعشن في إسرائيل الآن علي أساس أنهن أهل كتاب؟
أجاب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - فقال:
الأصل في الزواج من نساء أهل الكتاب عند جمهور المسلمين هو الإباحة.
فقد أحل الله لأهل الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم في آية واحدة من سورة المائدة، وهي من أواخر ما نزل من القرآن الكريم. قال تعالي: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين)...
ولكن هذا الأصل معتبر بعدة قيود من أهمها:
ألا تكون من قوم يعادون المسلمين ويحاربونهم. ولهذا فرق جماعة من الفقهاء بين الذمية والحربية. فأباحوا الزواج من الأولي، ومنعوا الثانية. وقد جاء هذا عن ابن عباس
وفي مجموع الإمام زيد عن علي: أنه كره نكاح أهل الحرب. قال الشارح في «الروض النضير»: والمراد بالكراهة: التحريم ؛ لأنهم ليسوا من أهل ذمة المسلمين. قال: وقال قوم بكراهته ولم يحرموه، لعموم قوله تعالي: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) فغلبوا الكتاب علي الدار (الروض النضير). يعني: دار الإسلام.
ولا ريب أن لرأي ابن عباس وجاهته ورجحانه لمن يتأمل، فكيف يسوغ للمسلم أن يصهر إليهم، فيصبح منهم أجداد أولاده وجداتهم وأخوالهم وخالاتهم؟ فضلاً عن أن تكون زوجه وربة داره وأم أولاد منهم؟ وكيف يؤمن أن تطلع علي عورات المسلمين وتخبر بها قومها؟.
ولا غرو أن رأينا العلامة أبا بكر الرازي الحنفي يميل إلي تأييد رأي ابن عباس، محتجًا له بقوله تعالي: (لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) والزواج يوجب المودة، يقول تعالي: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة) (سورة الروم).
قال: فينبغي أن يكون نكاح الحربيات محظورًا؛ لأن قوله تعالي: (يوادون من حاد الله ورسوله) إنما يقع علي أهل الحرب، لأنهم في حد غير حدنا. (أحكام القرآن).
يؤيد ذلك قوله تعالي: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون). (سورة الممتحنة: 9).
وهل هناك تول لهؤلاء أكثر من أن يزوج إليهم، وتصبح الواحدة من نسائهم جزءاً من أسرته بل العمود الفقري في الأسرة؟
وبناء علي هذا لا يجوز لمسلم في عصرنا أن يتزوج يهودية(تقيم علي أرض فلسطين وراضية بما يفعله قومها بالمسلمين ما دامت الحرب قائمة بيننا وبين إسرائيل... والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق