الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

ميراث الأنبياء

هل يرث ابن النبي أباه في النبوة، أو أنها هبة من الله سبحانه لمن يصطفيه؟


أجابت لجنة الفتوي بدار الافتاء فقالت:

يقول الله تعالي عن دعاء زكريا ربه «فهب لي من لدنك وليا. يرثني ويرث من آل يعقوب» مريم : 5، 6 ويقول : «وورث سليمان داود» النمل : 16، ويقول صلي الله عليه وسلم «إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» رواه البخاري ومسلم «الجامع الكبير للسيوطي» ويقول «إن العلماء ورثة الأنبياء» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان وغيرهم.

تحدث القرطبي في تفسيره عن التوارث بين الأنبياء، وذكر أن هناك ثلاثة آراء للعلماء في النصوص التي تثبت الوراثة، هل هي وراثة نبوة، أو وراثة حكمة، أو وراثة مال؟ وبيَّن أن وراثة النبوة مستحيلة، ولو كانت تورث لقال قائل : الناس ينتسبون إلي نوح عليه السلام وهو نبي مرسل ـ يعني يمكن لأي إنسان أن يقول أنا نبي، أو معي قسط من النبوة حتي الكفار ـ ووراثة العلم والحكمة رأي حسن ولا مانع منه، ومثلها وراثة العلماء لعلم الأنبياء، ووراثة سليمان لداود هي من هذا القبيل، أما وراثة المال فهي غير ممنوعة

وأجيب عن المنع في الحديث «إنا معشر الأنبياء لا نورث» بأن وراثة زكريا ووراثة داود، لا مانع منها، وما جاء في الحديث فهو خاص بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم، وعبَّر بصيغة الجمع ويقصد نفسه هو، فهذا التعبير سائغ، ويمكن أن يراد به أن ما تركناه علي سبيل الصدقة لا يورث كالتركة.

يؤخذ من هذا أن وراثة النبوة ممنوعة، فهي هبة من الله يعطيها من يصطفيه من عباده، وكان من حكمة الله أنه لم يجعل لنبيه ولدا يعيش من بعده حتي لا يدعي وراثة النبوة.

ليست هناك تعليقات: